هل طلاب التمريض مستعدون للممارسة السريرية؟ تقييم الجاهزية والتحديات

الملخص

الخلفية: يُعد التعليم السريري عنصرًا أساسيًا في إعداد طلاب التمريض لتولي أدوارهم المهنية، إلا أن التحديات المرتبطة بترجمة التعلم النظري إلى ممارسة عملية ما تزال في تزايد مستمر. ويُسهم تقييم جاهزية الطلاب في تقديم رؤى مهمة لتعزيز المناهج التمريضية وضمان تقديم رعاية آمنة وكفؤة.

الهدف: هدفت هذه الدراسة إلى تقييم جاهزية طلاب التمريض في سلطنة عُمان للممارسة السريرية المستقبلية من خلال قياس مستوى ثقتهم في المهارات التمريضية الأساسية والعوامل المؤثرة المرتبطة بذلك.

المنهجية: أُجريت دراسة مقطعية على 235 طالبًا وطالبة من طلاب التمريض بمرحلة البكالوريوس من فروع كلية عُمان للعلوم الصحية. جُمعت البيانات باستخدام استبانة كيسي ,فينك للجاهزية للممارسة (2008) من خلال استبيان إلكتروني ذاتي. وتم تحليل البيانات باستخدام الإحصاءات الوصفية، واختبار (t) لعينتين مستقلتين، وتحليل التباين الأحادي (ANOVA) عند مستوى دلالة 5.%

النتائج: كانت غالبية المشاركين من الإناث (76.6%)، وتبلغ أعمارهم 22 سنة (65.1%)، وبمعدل تراكمي متوسط قدره 2.84±0.34. واكتسب معظم الطلاب خبرتهم السريرية من خلال البرامج الدراسية (85.5%). وتضمنت دوافع اختيار مهنة التمريض رعاية الآخرين (26.4%) ومساعدة المرضى على التكيف مع المرض (21.3%). بلغ متوسط درجة الجاهزية العامة (20 بندًا(؛ معامل كرونباخ ألفا =) 0.805) نحو 2.71±0.34. وأظهر الطلاب مستويات أعلى من الجاهزية في الالتزام المهني، وحل المشكلات، والتواصل، والتنسيق، والممارسة المبنية على الدليل، في حين سُجلت مستويات أقل في مجالات سلامة المرضى، والتعامل مع تدهور حالة المريض، والأخلاقيات، ورعاية نهاية الحياة، والتوثيق. كما وُجد ارتباط سلبي دال إحصائيًا بين الجاهزية والمعدل التراكمي (r = –0.160)، p=  (0.014)، دون وجود فروق ذات دلالة إحصائية بحسب العمر أو الجنس أو الخبرة السابقة.

الاستنتاج: أظهر طلاب التمريض في سلطنة عُمان مستوىً مقبولًا من الجاهزية للممارسة السريرية بوجه عام. إلا أن وجود فجوات في مجالات سلامة المرضى، واتخاذ القرار الأخلاقي، والتوثيق يؤكد الحاجة إلى تعزيز التكامل السريري، وتفعيل الإرشاد الأكاديمي، والتوسع في التعلم القائم على المحاكاة. وتُعد هذه النتائج ذات دلالات مهمة لإصلاح المناهج في سلطنة عُمان وفي سياقات مماثلة عالميًا.